Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
AJADAT 2007
6 février 2009

واقعة أنوال

واقعة أنوال

     تركز طموح الجنرال سيلفستري على قبيلة تمسمان حيث توجد سلسلة جبلية التي تعتبر بمثابة تقسيم المياه بين وادي أمقران ووادي نكور، وبالقرب من هذا الأخير تعيش قبيلة بني ورياغل.

     في يناير 1921 حضر أهل قبيلة تمسمان ليعربوا لسيلفستري  عن صداقتهم، فقد كانوا في حاجة إلى التسلح ليتمكنوا من مواجهة جيرانهم الورياغليين الذين يرعبونهم. فتم تزويدهم بالبنادق والذخيرة.

     أصبحت إمكانية التقدم مواتية ب أصبحت أكثر إغراء من ذي قبل، وكانت القوات الإسبانية متفرقة في قبيلة بني وليشك، وأنزل قواته في افراو بالساحل واتخذه مركزا، وهو يبعد عن النهر الكبير بحوالي 20 كلم، وهذا الوادي يعتبر الفاصل بين قبيلتي بني وليشك وتفرسيت الواقعتين على الضفة اليمنى للوادي، وبين قبيلة تمسمان التي تبدأ من الجانب الأيسر للوادي.

     توجه سيلفستري بقواته إلى الوادي الكبير متخذا طريق أنوال لاعتبارات سياسية وتلبية لرغبة سكان بني وليشك،لقد أظهر رجال القبيلة مودتهم له ودعوه إلى التقدم مما جعل الجنرال حفظا لاعتباراتهم يقبل طلبهم إضافة إلى الثقة التامة بنفسه، وبالتفوق العسكري الإسباني. 

     في 17 فبراير 1921 يصل سلفستري إلى مدشر ضهر بويجان وعلى بعد أربع كلم يقع مركز أنوال، وفي 18 مارس تم احتلال سيدي إدريس وتتحقق العملية من طرف الجنود القادمين من أنوال ثم تم التقدم نحو الساحل وعبروا نهر أمقران وأسسوا مركزا على الشاطئ قريبا من مصب النهر في أرض قبيلة تمسمان، وأوقف الزحف بعد إبرام هدنة.

     محمد بن عبد الكريم الخطابي لم يكن بعد مستعدا للمعركة لأن الريفيين كانوا يحتاجون إلى موارد اقتصادية، واعتقد سلفستري أن الفرصة مواتية للسيطرة على المنطقة ويحتاج فقط إلى بعض التعزيزات، لكن طلباته كانت ترفض من طرف المقيم العام ربما طلباته لم تكن مقنعة ولا شك انه كانت هناك مضايقات سياسية لإرسال فيالق جديدة من الجنود إلى المنطقة، كما أن الحكومة الإسبانية لم تكن تعلم ما يجري في المغرب، وكانت تتوقع شروحا ضرورية للوضعية في مناطق المواجهة.

     خلال الهدنة حاول سلفستري تدعيم المنطقة المحتلة بإنشاء مراكز في مختلف المواقع التي تمت السيطرة عليها إلا أنها كنت رديئة التحصين واختيارها كانت تخضع لاعتبارات سياسية، فهي أماكن مجردة من كل قيمة استراتيجية وتعوزها المخابئ التي يمكن اللجوء إليها في حالة الخطر.

     كان القبليون الموالون لـسلفستري يذهبون لعملهم ويجوبون أرجاء المنطقة الخاضعة ومعهم بنادقهم التي لم يكونوا يضعونها من أيديهم، وكانوا يتوفرون على ذخيرة ويتمرنون على الرماية باستمرار، وكان المستعمرون حين يفكرون في احتلال منطقة فأول عمل يقومون به هو الدخول في المحادثات مع الرؤساء لجس النبض وتقديم فوائد مختلفة ومبالغ مالية، غير أن سلفستري ألغى الجزء الأكبر من المبالغ التي كانت تدفع لرؤساء القبائل التي لم تكن خضعت بعد زارعا بذلك بذرة التبرم والدعاية المعادية التي أسهمت في تشجيع الثورة.

Publicité
Commentaires
AJADAT 2007
Publicité
Derniers commentaires
Albums Photos
Publicité